إعداد :ريم ابو الخير
يعد موضوع مدي التأثر والتأثير بين اللغتين العربية والفارسية من الموضوعات الهامة في وقتنا الحالي حيث ان العربية والفارسية أهم اللغات الإسلامية واللتان قامت عليهما الحضارة الإسلامية في عهودها الأولي حيث كان الدين الإسلامي هو حبل الوريد الذي يصل بين الأدبين العربي والفارسي وهو الذي ساعد علي ترابط وتماسك كلا الشعبين ، وقد ساعد انتشار الإسلام في إيران والفتح العربي لبلاد فارس في تقوية العلاقات التاريخية بين الشعبين والذي ساعد علي نشوء علاقة تأثر وتأثير بين العرب والفرس في كثير من فروع العلم ومجالات الحياة ومن أهم هذه المجالات هو مجال اللغة فانتقلت الكثير من الألفاظ العربية إلي اللغة الفارسية بعد أن صارت هي لغة الدين والعلم واللغة الرسمية للدولة فكان لزاما علي الفارسي المسلم أن يتعلم لغة القرآن الكريم ليفهم دينه الجديد ، فظهرت الكثير من الألفاظ والمعاني الجديدة التي لم يكن يعرفها الفرس من قبل فهناك الكثير من الأمور التي دعا لها الإسلام لم تنادي بها الأديان الإيرانية القديمة من قبل فمثلا لم يعرف الفرس في دياناتهم القديمة معني العفة والطهارة والمحارم حيث كانت بعض هذه الديانات تبيح زواج المحارم حفاظا علي الدم من الاختلاط بالأجناس الأخرى .
وعلي هذا دخلت إلي الفارسية الكثير من الألفاظ الدينية العربية واستعملوها إلي وقتنا هذا ثم اجتهدوا في ترجمة بعض من هذه الألفاظ والمصطلحات الدينية إلي اللغة الفارسية وظل البعض الآخر كما هو عربيا أصيلا حتى الآن .
بعد الفتح الإسلامي لإيران كان من الطبيعي أن تنتشر اللغة العربية في إيران ، فقد أدرك الإيرانيون أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري فهي لغة القرآن الكريم و بها يستطيع أن يؤدون فريضة الصلاة ، وهي لغة الحديث الشريف وأحكام دينهم الجديد، كما أن الفارسي أدرك أن إتقانه للغة العربية سيفتح أمامه أبواب المناصب العليا في الدولة وستستقبله قصور الخلفاء والحكام ،فاجتهد الفرس في تعلم العربية وكانوا يندفعون في الكتابة بالعربية مباهاة منه بالتضلع من لغة صعبة مما يرفع منزلته ويذيع شهرته ويدل هذا علي ورعه وتقواه بأنه يفهم القرآن الكريم.
وأصبحت اللغة العربية إلي كونها لغة الدين و الأدب والعلم اللغة الرسمية للدولة ، فأصبح لزاماً علي من يرغب العمل في دواوين الدولة أن يتقن اللغة العربية.
واستمر هذا الحال حتى قيام الدويلات الفارسية وظهور الحركة الشعوبية والتي عملت علي إحياء اللغة الفارسية وآدابها إلا أن هذا لم يكن بالأمر اليسير فقد فقدت لغتهم الكثير من المصطلحات والألفاظ ، كما نسي الفرس طريقة الكتابة البهلوية ولهذا استخدموا الخط العربي لإحياء لغتهم القديمة وأضافوا أربعة أحرف لا توجد في العربية وهي (پ ، چ ، ژ ، گ) لتؤدي أصواتا خاصة بالفارسية واستبدلوا الكلمات الفارسية المندثرة بالكلمات العربية .
وفي أوائل القرن الثالث الهجري نشأة لغة أدبية تسمي بالفارسية الدّرية وتطورت هذه اللغة متأثرة باللغة العربية وتسرب إليها عدد لا يحصي من الألفاظ والمصطلحات العربية كما أن أصول الصرف والاشتقاق العربية تسربت إليها.
فاستعانت الفارسية بالمصطلحات الفقيه والدينية مثل ( زكوة ، حج ، قصاص )
وإدارية مثل ( قاضي ، امير ، حاكم ) ، ومن المصطلحات العلمية (فرجار ، هندسة ، استوانه ) كما دخلت مجموعه من الألفاظ الأخرى مثل ( غم ، راحت ، اول ، آخر) .
كما اختار الكثير من المؤلفين الفرس أسماء عربية لكتبهم الفارسية مثل ( منطق الطير ، حديقة الحقيقة ، جامع التواريخ ) .
كما حملوا بعض الألفاظ العربية من المعاني ما لا تحمله عند العرب ، كما نطقت بعض الأحرف العربية بطريقة مختلفة.
وأخذ الشعراء الفرس أوزان الشعر والقوافي من الأدب العربي ، فنظموا الشعر علي غرار الشعر العربي ، ومع هذا أضاف الفرس لهذه الصناعة المزيد من التعديلات فأنتجوا "المثنوي" وكذلك فن "الرباعي " .
وقام الفرس أيضا بوضع المعاجم الفارسية علي غرار المعاجم العربية وأقدم معجم فارسي هو( لغت فرس ) الذي وضعه علي بن احمد الأسدي الطوسي .
كما وضعوا معاجم معارضة للمعاجم العربي ، مثل معجم (صحاح العجم) الذي وضعه هندوشاه النخجواني لمعارضة كتاب ( صحاح العرب )للجوهري.
وكما أثرت العربية في الفارسية فقد صدرت الفارسية أيضا إلي العربية كثير من الألفاظ الفارسية والتي عُربت واصطبغت بصبغة عربية ، وهذا التصدير حدث في العصور السابقة للفتح الإسلامي وهذا يظهر في شعراء الجاهلية العرب مثل الشاعر" امرؤ القيس" حين قال
إذا زاعه من جانبيـــــــــــه كليهما مشي الهربذي في دفه ثم فرارا
فاستخدم كلمة "هربذ" وهي كلمة معربة من أصل فارسي هو " هربد" وتعني الحارس.
توجد أيضا ألفاظ فارسية في القرآن الكريم ، وهذا يعني أن هذه الألفاظ كانت متداولة في البيئة العربية مثل كلمة استبرق من الأصل الفارسي "استبره " في سورة الكهف الآية 31: {يلبسون ثيابا خضرا من سندس و استبرق.}
كما دخلت إلي العربية بعد الفتح الإسلامي كثير من الألفاظ المتعلقة بالزينة مثل :
"جوهر " وأصلها الفارسي " گوهر " ،" طست " وأصلها الفارسي "طشت " .
ولقد كان المجال الديني من اكثر المجالات اللغوية الذي تسربت من خلاله الالفاظ العربية الي اللغة الفارسية ، وها هي قائمة لبعض الألفاظ العربية الدينية التي تسربت الي اللغة الفارسية والمقابل الفارسي الذي وضع بعد ذلك (*)
مسلسل الكلمة العربية المستخدمة في الفارسية طريقة كتابتها في اللغة الفارسية المقابل الفارسي للكلمة العربية
1 آثم آثم گناه کار
2 آخرة آخرت رستاخيز
3 آلهة آلهه خدايان
4 آيات آيات نشانه ها
5 آية الله آيت الله نشانۀ خدا
6 ابتغاء ابتغا خواست
7 ابتلاء ابتلا دچار شدن
8 إبليس ابليس آهریمن
9 أبناء السبيل ابناء السبيل در راه ماندگان
10 اتعاظ اتعاظ پند گرفتن ، عبرت پذیریی
11 اتقاء اتقا پرهیز کردن
12 أتقياء اتقيا پرهیز کنندگان
13 إثم اثم گناه
14 إخلاص اخلاص خلوص نيت
_____________________________________
(*) دکتر .حسن انوری ، قاموس سخن (فرهنگ فشرده سخن
يعد موضوع مدي التأثر والتأثير بين اللغتين العربية والفارسية من الموضوعات الهامة في وقتنا الحالي حيث ان العربية والفارسية أهم اللغات الإسلامية واللتان قامت عليهما الحضارة الإسلامية في عهودها الأولي حيث كان الدين الإسلامي هو حبل الوريد الذي يصل بين الأدبين العربي والفارسي وهو الذي ساعد علي ترابط وتماسك كلا الشعبين ، وقد ساعد انتشار الإسلام في إيران والفتح العربي لبلاد فارس في تقوية العلاقات التاريخية بين الشعبين والذي ساعد علي نشوء علاقة تأثر وتأثير بين العرب والفرس في كثير من فروع العلم ومجالات الحياة ومن أهم هذه المجالات هو مجال اللغة فانتقلت الكثير من الألفاظ العربية إلي اللغة الفارسية بعد أن صارت هي لغة الدين والعلم واللغة الرسمية للدولة فكان لزاما علي الفارسي المسلم أن يتعلم لغة القرآن الكريم ليفهم دينه الجديد ، فظهرت الكثير من الألفاظ والمعاني الجديدة التي لم يكن يعرفها الفرس من قبل فهناك الكثير من الأمور التي دعا لها الإسلام لم تنادي بها الأديان الإيرانية القديمة من قبل فمثلا لم يعرف الفرس في دياناتهم القديمة معني العفة والطهارة والمحارم حيث كانت بعض هذه الديانات تبيح زواج المحارم حفاظا علي الدم من الاختلاط بالأجناس الأخرى .
وعلي هذا دخلت إلي الفارسية الكثير من الألفاظ الدينية العربية واستعملوها إلي وقتنا هذا ثم اجتهدوا في ترجمة بعض من هذه الألفاظ والمصطلحات الدينية إلي اللغة الفارسية وظل البعض الآخر كما هو عربيا أصيلا حتى الآن .
بعد الفتح الإسلامي لإيران كان من الطبيعي أن تنتشر اللغة العربية في إيران ، فقد أدرك الإيرانيون أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري فهي لغة القرآن الكريم و بها يستطيع أن يؤدون فريضة الصلاة ، وهي لغة الحديث الشريف وأحكام دينهم الجديد، كما أن الفارسي أدرك أن إتقانه للغة العربية سيفتح أمامه أبواب المناصب العليا في الدولة وستستقبله قصور الخلفاء والحكام ،فاجتهد الفرس في تعلم العربية وكانوا يندفعون في الكتابة بالعربية مباهاة منه بالتضلع من لغة صعبة مما يرفع منزلته ويذيع شهرته ويدل هذا علي ورعه وتقواه بأنه يفهم القرآن الكريم.
وأصبحت اللغة العربية إلي كونها لغة الدين و الأدب والعلم اللغة الرسمية للدولة ، فأصبح لزاماً علي من يرغب العمل في دواوين الدولة أن يتقن اللغة العربية.
واستمر هذا الحال حتى قيام الدويلات الفارسية وظهور الحركة الشعوبية والتي عملت علي إحياء اللغة الفارسية وآدابها إلا أن هذا لم يكن بالأمر اليسير فقد فقدت لغتهم الكثير من المصطلحات والألفاظ ، كما نسي الفرس طريقة الكتابة البهلوية ولهذا استخدموا الخط العربي لإحياء لغتهم القديمة وأضافوا أربعة أحرف لا توجد في العربية وهي (پ ، چ ، ژ ، گ) لتؤدي أصواتا خاصة بالفارسية واستبدلوا الكلمات الفارسية المندثرة بالكلمات العربية .
وفي أوائل القرن الثالث الهجري نشأة لغة أدبية تسمي بالفارسية الدّرية وتطورت هذه اللغة متأثرة باللغة العربية وتسرب إليها عدد لا يحصي من الألفاظ والمصطلحات العربية كما أن أصول الصرف والاشتقاق العربية تسربت إليها.
فاستعانت الفارسية بالمصطلحات الفقيه والدينية مثل ( زكوة ، حج ، قصاص )
وإدارية مثل ( قاضي ، امير ، حاكم ) ، ومن المصطلحات العلمية (فرجار ، هندسة ، استوانه ) كما دخلت مجموعه من الألفاظ الأخرى مثل ( غم ، راحت ، اول ، آخر) .
كما اختار الكثير من المؤلفين الفرس أسماء عربية لكتبهم الفارسية مثل ( منطق الطير ، حديقة الحقيقة ، جامع التواريخ ) .
كما حملوا بعض الألفاظ العربية من المعاني ما لا تحمله عند العرب ، كما نطقت بعض الأحرف العربية بطريقة مختلفة.
وأخذ الشعراء الفرس أوزان الشعر والقوافي من الأدب العربي ، فنظموا الشعر علي غرار الشعر العربي ، ومع هذا أضاف الفرس لهذه الصناعة المزيد من التعديلات فأنتجوا "المثنوي" وكذلك فن "الرباعي " .
وقام الفرس أيضا بوضع المعاجم الفارسية علي غرار المعاجم العربية وأقدم معجم فارسي هو( لغت فرس ) الذي وضعه علي بن احمد الأسدي الطوسي .
كما وضعوا معاجم معارضة للمعاجم العربي ، مثل معجم (صحاح العجم) الذي وضعه هندوشاه النخجواني لمعارضة كتاب ( صحاح العرب )للجوهري.
وكما أثرت العربية في الفارسية فقد صدرت الفارسية أيضا إلي العربية كثير من الألفاظ الفارسية والتي عُربت واصطبغت بصبغة عربية ، وهذا التصدير حدث في العصور السابقة للفتح الإسلامي وهذا يظهر في شعراء الجاهلية العرب مثل الشاعر" امرؤ القيس" حين قال
إذا زاعه من جانبيـــــــــــه كليهما مشي الهربذي في دفه ثم فرارا
فاستخدم كلمة "هربذ" وهي كلمة معربة من أصل فارسي هو " هربد" وتعني الحارس.
توجد أيضا ألفاظ فارسية في القرآن الكريم ، وهذا يعني أن هذه الألفاظ كانت متداولة في البيئة العربية مثل كلمة استبرق من الأصل الفارسي "استبره " في سورة الكهف الآية 31: {يلبسون ثيابا خضرا من سندس و استبرق.}
كما دخلت إلي العربية بعد الفتح الإسلامي كثير من الألفاظ المتعلقة بالزينة مثل :
"جوهر " وأصلها الفارسي " گوهر " ،" طست " وأصلها الفارسي "طشت " .
ولقد كان المجال الديني من اكثر المجالات اللغوية الذي تسربت من خلاله الالفاظ العربية الي اللغة الفارسية ، وها هي قائمة لبعض الألفاظ العربية الدينية التي تسربت الي اللغة الفارسية والمقابل الفارسي الذي وضع بعد ذلك (*)
مسلسل الكلمة العربية المستخدمة في الفارسية طريقة كتابتها في اللغة الفارسية المقابل الفارسي للكلمة العربية
1 آثم آثم گناه کار
2 آخرة آخرت رستاخيز
3 آلهة آلهه خدايان
4 آيات آيات نشانه ها
5 آية الله آيت الله نشانۀ خدا
6 ابتغاء ابتغا خواست
7 ابتلاء ابتلا دچار شدن
8 إبليس ابليس آهریمن
9 أبناء السبيل ابناء السبيل در راه ماندگان
10 اتعاظ اتعاظ پند گرفتن ، عبرت پذیریی
11 اتقاء اتقا پرهیز کردن
12 أتقياء اتقيا پرهیز کنندگان
13 إثم اثم گناه
14 إخلاص اخلاص خلوص نيت
_____________________________________
(*) دکتر .حسن انوری ، قاموس سخن (فرهنگ فشرده سخن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق